Jassy

حب بلا أمل - 3

يوليو 25th, 2008 by Jassy

من آخر الدني، جاء جارّاً شبابه وأمله مبتدءا في بناء المستقبل

من بين جدران الفقر في الزعفرانية دخل كلية الآداب بأخلاقه الزينة وخلقه المؤدب. لكن القلب لا يؤمر

وفي نشاط الشباب، أحب (سندساً) زميلة على مقاعده من كركوك. وكطفل يحاول الوصول لنجمة بعيدة، قدم لها حبه وقلبه بكل إخلاص، لكنها لم تبادله أحلامه الفقيرة وصدته. لم ييأس حسن العاشق فعاود التقدم بعد سنتين، لكن في هذه المرة صاحب رفض سندس له خطبتها لزميل غني من -طبقتها- الاجتماعية كما ادّعت

لم يعد منفذ لأحاسيسه، فتفجرت شاعريته على بلاط قاعة في تلك الكلية التي ضمت مشاعره لسنتين، فألقى قصيدة هزيمته، وقد كانت هناك
وسمعته، لم تحتمل ففرت هاربة من الأعين في القاعة مندفعة للخارج، وصفق الحضور بحرارة طالباً بإعادة الإلقاء … لكنه أبى أن يعيدها إلا بوجودها هناك مستمعة إليه، فهب الحضور نحوها وأقنعوها بالرجوع…. فأعاد قصيدته متفرساً في عينيها

قصيدة “أنا وليلى” للشاعر حسن المرواني

 

 

يا ليلى كثيرا ما يسألوني ما دامت قد رفضتك

لماذا لا تبحث عن واحدة أخرى؟

أتدرين ما كنت أقول لهم ؟!

لا بأس أن أُشنق مرتين

لا بأس أن أموت مرتين

ولكني وبكل ما يجيده الأطفال من إصرار

أرفض أن أحب مرتين

دع عنك لومي وأعزف عن ملامات .. إني هويت سريعا من معاناتي

ديني الغرام ودار العشق مملكتي .. قيس أنا وكتاب العشق توراتي

ما حرم الله حبا في شريعته .. بل بارك الله أحلامي البريئات

أنا لمن طينة والله أودعها .. روحا ترف بها روح المناجاة

دع العقاب ولا تعذل بفاتنة .. ما كان قلبي نحيت في حجارات

إني بغير الهوى أخشاب يابسة .. إني بغير الهوى أشباه أموات

يا للتعاسة من دعوى مدينتنا .. فيها يعد الهوى كبر الخطيئات

نبض القلوب مورق عند قداستها .. تسمع أحاديث الخرافات

عبارة علقت في كل منعطف .. أعوذ بالله من تلك الحماقات

عشق البنات حرام في مدينتنا .. عشق البنات طريق للغوايات

إياك أن تلتقي يوما بامرأة .. إياك إياك أن تغزي الحبيبات

إن الصبابة عار في مدينتنا .. فكيف لو كان حبي للأميرات

سمراء ما حزني عمر أبدده .. ولكن عاشقا والحب مأساة

الصبح إلى الأزهار قبلته .. والعلقم المر قد أمسى بكاساتي

يا قبلة الحب يا من حيث أُنشدها .. شعرا لعل الهوى يشفي جراحاتي

دوت أزهر الروح وهي يابسة .. ماتت أغاني الهوى ماتت حكاياتي

ماتت بمحراب عينيك ابتهالاتي .. واستسلمت لرياح اليأس راياتي

جفت على بابك الموصود أزمنتي .. وما أثمرت شيئا عباداتي

أنا الذي ضاع لي عامان من عمري .. وباركت وهمي وصدقت افتراضاتي

عامان ما رق لي لحن على وتر .. ولا استفاقت على نور سماواتي

أعتّق الحب في قلبي وأعصره .. فأرشف الهم في مغبر كاساتي

وأودع الورد أتعابي وأزرعه .. فيورق الشوك وينمو في حشاشاتي

لو صافح الظل أوراقي الحزينات

ما مضرّ لو أن منك جاء شيئا .. تحقد تنتفض آلامي المريرات

سنين تسع مضت والأحزان تسحقني .. ومت حتى تناستني حبابات

تسع على مركب الأشواق في سفر .. والريح تعصف في عنف شراعات

طال انتظاري متى كركوك تفتح لي .. دربا إليها فأطفأ نار آهات

متى سأجر إلى كركوك قافلتي؟ .. متى ترفرف يا عشاق راياتي؟

غدا سأذبح أحزاني وأدفنها .. غدا سأطلق أنغامي الضحوكات

ولكن ولكن للعشاق قاتلتي .. إذ أعقب فرحتي شلال حيراتي

فعدت أحمل نعش الحب مكتئبا .. أمضي البوادي وأسفاري قصيرات

ممزق أنا لا جاه ولا ترف .. يغريك فيّ فخليني لآهاتي

لو تعصرين سنين العمر أكملها .. لسال منها نزيف من جراحاتي

كل القناديل عذب نورها وإن تظل .. تشكو نضوب الزيت مشكاتي

لو كنت ذا ترف ما كنت رافضة .. حبي ولكن عسر الحال مأساتي

فليمضغ اليأس آمالي التي يبست .. وليغرق الموج يا ليلى بضاعاتي

عانيت لا حزني أبوح به .. ولست تدرين شيئا عن معاناتي

أمشي وأضحك يا ليلى مكابرة .. علي أخبيّ عن الناس احتضاراتي

لا الناس تعرف ما خطبي فتعذرني .. ولا سبيل لديهم في مواساتي

لاموا افتتاني بزرقاء العيون ولو .. رأوا جمال عينيك ما لاموا افتتاني

لو لم يكن أجمل الألوان أزرقها .. ما اختاره الله لونا للسماوات

يرسو بجفنيَّ حرمان يمص دمي .. ويستبيح إذا شاء ابتساماتي

عندي أحاديث حزن كيف أبوح بها؟! .. تضيق ذرعا بي أو في عباراتي

ينز من صرختي الذل فسأله .. لمن أبت ؟ تباريح المريضات

معذورة أنت إن أجهضت لي أملي .. لا الذنب ذنبك بل كانت حماقاتي

أضعت في عرض الصحراء قافلتي .. فمضيت أبحث في عينيك عن ذاتي

وجئت أحضانك الخضراء منتشيا .. كالطفل أحمل أحلامي البريئات

أتيت أحمل في كفي أغنية .. أصبّرها كلما طالت مسافاتي

حتى إذا انبلجت عيناك في الأفق .. وطرز الفجر أيامي الكئيبات

غرستِ كفك تجتثين أوردتي .. وتسحقين بلا رفق مسرّاتي

واغربتاه، مضاع هاجرت سفني عني .. وما أبحرت منها شراعاتي

نفيت واستوطن الأغراب في بلدي .. ومزقوا كل أشيائي الحبيبات

خانتك عيناك في زيف وفي كذب .. أم غرّك البهرج الخداع مولاتي

توغلي يا رماح الحقد في جسدي .. ومزقي ما تبقى من حشاشاتي

فراشة جئت ألقي كحل أجنحتي .. لديك فاحترقت ظلما جناحاتي

أصيح والسيف مزروع في خاصرتي .. والقدر حطم آمالي العريضات

هل ينمحي طيفك السحري من خلدي؟ .. وهل ستشرق عن صبح وجناتي

ها أنت أيضا كيف السبيل إلى أهلي .. ودونهم قفر المنارات

كتبت في كوكب المريخ لافتة .. أشكو بها الطائر المحزون آهاتي

وأنت أيضا ألا تبت يداك .. إذا آثرتِ قتلي واستعذبتِ أناتي

من لي بحذف اسمك الشفاف من لغتي .. إذن ستمسي بلا ليلى حكاياتي

وتتكرر قصة حسن … كل عام ….. على كل
المدرجات والقاعات الجامعية

فمن الملوم أيها القلب سواك

 

Leave a Comment

Please note: Comment moderation is enabled and may delay your comment. There is no need to resubmit your comment.