-1-
- قالت لي في لحظة ضعف : لم أعد أعرف سبيلاً للنوم
- قلت لها : ما الكآبة إلا جزء من حياتنا
- وإن كانت كل حياتنا كآبة ؟
- الإنسان لا يرى إلا الوجوه السلبية للأشياء
- فإن بدت كل الأشياء سلبية، كيف يرى الإيجابية بغيابها ؟
- لا نقدّر النعيم إلا بفقدانه أو التفكر فيه محاولين لمسه
- فإن أصبح الوجه السلبي هو واجهة الحياة ؟
- لنبحث عن حل له، ليس من مشكلة إلا ولها حل
- فإن كانت المشكلة من الماضي ؟
- نجد لها حلاً في المستقبل
- والحاضر ؟
- نعيشه بكل ما فيه من جمال وكآبة
-2-
- قالت لي : لا أستطيع نسيانه
- قلت : ولم تنسيه ؟
- لأنسى غدره
- لكنه لم يغدركِ أنتِ
- غدرني جزئياً
- سامحيه بكل بساطة وعفوية
- لا أستطيع .. لقد خاننا واختار امرأة أخرى
- تقبلي الواقع !!
- كانت هذه الجذور .. لكن الأغصان تتكاثر .. مزهرة بالخيانة من جديد
- حاولي التغاضي عن الغدر .. فعلاقتك به لم تنقطع
- لكنها تغيرت
-3-
- ألا تزالين تلتقين به وتبتسمين له وتسألين عن حاله ؟
- (بتنهد) بلى لكنني في الأعماق … أبدأ … أكثر .. فأكثر …
- تبدئين ماذا ؟
- ….
- قولي ؟
- لا أستطيع النطق بها
- لنتغلب على الخوف والضعف علينا الاعتراف بهما أولاً
- أبدأ بكرهه
- قلتِ لي ذلك سابقاً ، لكنك تراجعتِ عن هذه الكلمة
- فعلت .. لكنني لم أستطع التراجع عن هذا الشعور .. بل إنه يزداد … يحرقني ..
- يعذبني .. يغمرني من رأسي إلى أخمص قدمي
-4-
- هل شعرَ بشعورك نحوه ؟
- بالطبع لا .. أراه نادراً
- وعندما تلتقينه ؟
- أسأل عن أخباره وصحته وعمله … ثم…
- ؟؟
- ثم كالعادة أطلب منه مالاً
- ألا يعطيكِ ؟
- بلى، لكن العلاقة لا تتعدى المصلحة
- إذاً أبقيها كما هي
- أنا مرتبطة به مادياً .. كما تعلمين
-5-
- وهو ؟ ألا يكلمك ؟
- بلى .. يسأل عن صحتي ودراسي ويرمي إلى بمحاضرات عن وجوب الدراسة وأهميتها في حياة
- الإنسان !!
- إذا فهو مهتم بحياتك
- قطعاً، أسئلة سطحية ومحاضراته التثقيفية .. لا يعرف بِمَ أفكر وكيف أعيش
- ألا يسأل عن حياتك الشخصية وآمالك ومستقبلك ؟
- تصوري .. قد ذكرت أمامه أن في حياتي رجلٌ آخر …
- حقاً ؟ لابد أنه سألك عن تفاصيل العلاقة وماهية الرجل
- أبداً
- لابد من ردة فعل عنيفه لهكذا موضوع، فما كانت ردة فعله إذاً ؟
- نعم .. ضحك وقال : أصحيح ذلك ؟ ومتى عزمتِ على الارتباط ؟
- فبماذا أجبتيه ؟
- قلت له: عم قريب
- وهكذا انتهى الموضوع ؟؟؟
- لا .. أردت أن أريه أهمية رأيه في حياتي، وسألته : "ما رأيك أين نعيش؟
- لابد أنه عرض مساعدته كما يفعل دائما مع الجميع
- قال لي بكل برود قبل أن يدير وجهه "هذا شأنكما ولا دخل لي بموضوع كهذا
- …
- تذكرت ، لقد سألني بمرح " إذاً سأراكِ تعيشين في خيمة وسط الصحراء
- لماذا ؟
- لا أعرف لم اعتبره بدوياً، لكنني أجبته : بل هو مثقف حضري ،، وقد عرفتك عليه منذ زمن
- هو يعرفه إذاً ؟
- قال لي "أذكر شيئا كهذا لكنني لا أتذكره على كل حال
-6-
- والآن .. ماذا تريدين ؟
- أريد أن أجد سبيلاً، قشّةً أخيرة أتمسك بها … وأحاول أن أحبه من جديد كما كان في السابق، كان المثال الذي أحتذي به، أرفع رأسي وأقول أمام جميع الناس في فخر "هذا هو بطلي" …. منذ سنوات بعيدة
- الوقت يشفي، أفلا زلتِ تتذكرين ؟
- كل لحظة، كل همسة بيننا مضت من سنين تُعاد في ذاكرتي ألف مرة كل يوم. كل قصة كان يرددها علي لأنام على زنده
- لم تعودي طفلة
- وهل الكبار لا يحتاجون للحنان ؟
- بلى
- لم يعد يقبّلني بتلك الحرارة كما في الماضي، الآن يطبع قبلة باردة على خدي وينصرف لشؤونه
-7-
- هتفت بكل ما أوتيت من قوة : صارحيه .. نعم صارحيه بكل شيء .. صارحيه بحبك .. وبكرهك
- سيقول لي : أنتِ لا تعرفين الحياة وكم هي صعبة. عليكِ أن تتقبلي كل شيء كما هو …. كيف أصارحه بشيء لا يؤمن به ؟
- استجمعت قواي العقلية ومقدراتي الحوارية : حسناً، تذكّري أنك مؤمنة بقضاء الله وقدره، ومؤمنة بكتابه وتعاليمه .. فوجب عليك أن تحبيه !!!
- لازال يهزأ من إيماني ويسميه برمجةً وجنوناً، لازال يستحي المشي معي وأنا أتقلّد إيماني، يخجل أن أتكلم بالدين على مسمعه مع أحد، يحاول ترقيع كلامي بما يناسب آراءه - البعيدة كل البعد عن الإيمان-
- وهي ؟؟ ما موقفك منها ؟
- امرأته الجديدة ؟ وكيف سيكون موقفي من امرأة تقارب جيلي تقلّبت معه سرّاً في سريرنا وقت غيابنا ؟!!!
- ضقت ذراعاً، انتفضت وقلت لها : يوووووه … إذاً … إكرهيه أكثر !!!
- كيف ………….. وهو …………. لا يزال أبي ………………؟
كُتبت في 19 سبتمبر 2006